أَوْ يَكْبِتَهُمْ قال أبو عبيدة: الكبت: الإهلاك. وقال غيره: هو أن يغيظهم ويحزنهم. وكذلك قال في قوله في سورة المجادلة: كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [سورة المجادلة آية: ٥] ويقال: كبت الله عدوّك.
وهو بما قال أبو عبيدة أشبه. واعتبارها قوله: وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ [سورة الأحزاب آية: ٢٥] لأن أهل النظر يرون أن «التاء» فيه منقلبة عن «دال» كأن الأصل فيه: يكبدهم أي يصيبهم في أكبادهم بالحزن والغيظ وشدة العداوة. ومنه يقال: فلان قد أحرق الحزن كبده. وأحرقت العداوة كبده. والعرب تقول للعدو: أسود الكبد. قال الأعشى:
فما أجشمت من إتيان قوم ... هم الأعداء والأكباد سود