للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصده ذلك عن دينه، والله ليُتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» (١) وهكذا اشتد أذى قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه، وما ذلك كله إلا من أجل إعلاء كلمة الله، والصدع بالحق، والثبات عليه، والدعوة إلى التوحيد الخالص، ونبذ عادات الجاهلية وخرافاتها ووثنيتها.

٦ - لقي النبي صلى الله عليه وسلم أشد الأذى، ووصل الأمر إلى تغيير اسمه صلى الله عليه وسلم احتقارًا له ولدينه، وحسدًا وبغضًا له، فقد كان المشركون من قريش من شدة كراهتهم للنبي صلى الله عليه وسلم لا يسمون باسمه الدال على المدح فيعدلون إلى ضده، فيقولون: مذمم، وإذا ذكروه بسوء قالوا: فعل الله بمذمم، ومذمم ليس هو اسمه ولا يعرف به، فكان الذي يقع منهم في ذلك مصروفًا إلى غيره بحمد الله تعالى (٢).

قال صلى الله عليه وسلم: «ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش، ولعنهم؟! يشتمون مذممًا، ويلعنون مذممًا، وأنا محمد» (٣).

والنبي صلى الله عليه وسلم له خمسة أسماء ليس منها مُذَممًا (٤).

جاءت أم جميل زوجة أبي لهب - حين سمعت ما أنزل الله فيها وفي زوجها من القرآن- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد عند الكعبة،


(١) البخاري مع الفتح في كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام ٦/ ٦١٩، وفي كتاب مناقب الأنصار، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة ٧|١٦٤، وفي كتاب الإكراه، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر ١٢/ ٣١٥، واللفظ من كتاب الإكراه، وما بين المعكوفين من مناقب الأنصار.
(٢) انظر: فتح الباري ٦/ ٥٥٨.
(٣) البخاري مع الفتح، كتاب المناقب، باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم ٦/ ٥٥٤.
(٤) انظر: البخاري مع الفتح، كتاب المناقب، باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم ٦/ ٥٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>