للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعمة وعافية وراحة، والمسلمون في إيذاء وتعذيب، فعندما أعلن إسلامه، وبدأت قريش تقاتله وثب على عتبة بن ربيعة فبرك عليه، وأدخل أصبعه في عينيه، فجعل عتبة يصيح، فتنحى الناس عن عمر، وقام عمر، فجعل لا يدنو منه أحد إلا أخذ شريف من دنا منه، حتى تراجع الناس عنه (١) وعندما اشتد أذى المشركين على المسلمين، وأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة من مكة إلى المدينة، وابتدأت وفود المسلمين متجهة إلى المدينة وكلها مختفية في هجرتها وانتقالها، إلا هجرة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فقد رُوِي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال: ما علمت أن أحدًا من المهاجرين هاجر إلا مختفيًا، إلا عمر بن الخطاب، فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه، وتنكب قوسه، وانتضى في يده أسهمًا، وأتى الكعبة، وأشراف قريش بفنائها، فطاف سبعًا متمكنًا، ثم أتى المقام فصلى ركعتين، ثم أتى حلقهم، ثم وقف على الحلق واحدة واحدة، فقال: شاهت الوجوه، من أراد أن تَثْكَله أمه وييتم ولده، وترمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي، فما تبعه منهم أحد (٢).

٢ - موقفه الحكيم في تثبيته الناس على بيعة أبى بكر رضي الله عنه:

عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منا أمير ومنكم أمير، فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلّم، فأسكته أبو بكر، وكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلامًا قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر، ثم تكلم أبو بكر، فتكلم أبلغ الناس، فقال


(١) انظر: التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر ٣/ ١٢٥، وأعلام المسلمين لخالد البيطار ٢/ ٢٢، ٢٣.
(٢) انظر: تاريخ الخلفاء للإمام السيوطي ص ١١٥، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر ٣/ ١٢٥، وأعلام المسلمين ٢/ ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>