(٢) لسائل أن يسأل: كيف يخرج الحسن من عند ابن هبيرة ويلوم القراء على وقوفهم ببابه رغبة في الدخول عليه؟ ويجاب على ذلك أن الحسن لم يدخل على ابن هبيرة ليسأله مالًا أو شيئًا من أمور الدنيا، إنما ذلك لله ومن أجل الله والدعوة إليه، والذي قبحه الحسن هو الرغبة في الدنيا والطمع في أموال الأمراء والسلاطين، أما من دخل عليهم ليأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويخوفهم بالله، فإن هذا من أعظم الجهاد وأفضله. (٣) كل شيء عرضته فقد فرطحته. وفرطح الشيء: بسطه ووسعه. ورأس مفرطح: عريض. انظر: المعجم الوسيط، مادة (فرطح) ٢/ ٦٨٤. (٤) لعل الحسن استخدم أسلوب الشدة مع القراء لأنهم أقدموا على شيء لا ينبغي لهم الإقدام عليه على الرغم من معرفتهم حقيقته وأنه لا ينبغي لطلاب العلم والدعاة إلى الله فعله. والحكمة هي وضع الشيء في موضعه، ومن ذلك استخدام أسلوب القوة والشدة والغلظة في مواضعها.