للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي اليوم الثاني - يوم الثلاثاء - خطب أبو بكر الناس، وبين، عليهم، وما لهم، فقام - رضي الله عنه وأرضاه - فحمد الله وأثنى بالذي هو أهله، ثم قال: أيها الناس، فإني قد وُلِّيتُ عليكم وليست بخيركم، فإن أحسنت فأعينُوني، وإن أسأت فَقَوِّمُوني، الصدق أمانة والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه (١) حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قطّ إلا عمّهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فيكم فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله (٢).

وقوله - رضي الله عنه -: ولِّيتُ عليكم ولست بخيركم: من باب التّواضع، وإلا فإن الصحابة كلهم مُجمِعُون على أنه أفضلهم وخيرهم، رضي الله عنهم أجمعين (٣).

٥ - موقفه - رضي الله عنه - في إنفاذ جيش أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -:

ظهرت حكمة الصديق - رضي الله عنه - أثناء تنفيذ جيش أسامة زيد - رضي الله عنهما - من عدة وجوه:

(أ) تنفيذه بعث أسامة - رضي الله عنه - على الرغم من شدة الأحوال ومعارضة بعض الصحابة، وذلك امتثالًا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.


(١) والمعنى: حتى أرُدَّ عليه حقه. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، باب الراء مع الواو، ٢/ ٢٧٣.
وانظر: التاريخ الإِسلامي لمحمود شاكر ٣/ ٥٧، وفي البداية والنهاية قال: حتى أزيح علته إن شاء الله، ٥/ ٢٤٨.
(٢) انظر: سيرة ابن هشام ٤/ ٣٤٠، وابن كثير في البداية والنهاية ٥/ ٢٤٨، قال: وهذا إسناد صحيح.
(٣) انظر: البداية والنهاية ٥/ ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>