الناسُ يقولون:{فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ - فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ}[الأعراف: ١١٨ - ١١٩](١) وهذا موقف حكيم يدل على حكمة الشيخ ابن تيمية وإخلاصه وصدقه مع الله، ولهذا تاب على يديه هذا الجم الغفير، جعله الله في موازين حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وهذا ما يطمع فيه الداعية المخلص.
٥ - مواقفه في إصلاح أهل السجون: ومن مواقفه الحكيمة ما فعله في السجون من أعمال حكيمة جبارة، وجهود مشكورة مُسدّدة، نفع الله بها الناس، وأنقذهم بها من الضلال إلى الهدى.
ومن هذه المواقف الحكيمة ما يأتي:
(أ) عندما سجن في سجن القضاة بمصر، في الثامن عثر من شوال سنة ٧٠٧هـ أخذ يعلم السُّجناء ويرشدهم ويعظهم بالأساليب الحكيمة، فهدى الله على يديه خلقًا كثيرًا، وقد كانت تأتيه الفتاوى المشكلة فيكتب عليها بما يُحَيِّر العقول من الكتاب والسنة.
(ب-) وسجن في الإسكندرية في أول يوم من ربيع الأول سنة ٧٠٩هـ فنزل بها ببرج متسع، فوجد بها منكرات عظيمة، فنفع الله به أهل الإسكندرية، فقد بيَّن لهم الحق وحذرهم من البدع والمنكرات.
(ج) وسجن في قلعة دمشق مرات، وآخر ذلك في ستة عشر من شوال سنة ٧٢٦هـ ففرح بذلك وقال: أنا كنت منتظرًا لذلك، وهذا فيه خير كثير