للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الثاني

مواقف النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة

المسلك الأول: مواقف الحكمة في الإصلاح والتأسيس:

عندما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان فيها مجموعات من السكان متباينة في عقيدتها، مختلفة في أهدافها، متفرقة في اجتماعاتها، وكانت لديهم خلافات بعضها قديم موروث، وبعضها حديث موجود، وقد كانت هذه المجموعات على ثلاثة أصناف:

١ - المسلمون، من: الأوس، والخزرج، والمهاجرين.

٢ - المشركون، من: الأوس، والخزرج الذين لم يدخلوا في الإسلام.

٣ - اليهود، وهم عدة قبائل: بنو قينقاع، وقد كانوا حلفاء الخزرج، وبنو النضير، وبنو قُريظة، وهاتان القبيلتان كانتا حلفاء الأوس.

وقد كان هناك خلاف مستحكم بين الأوس والخزرج، وكانت بينهما حروب في الجاهلية، وآخرها يوم بُعَاثٍ ولا يزال في النفوس شيء منها (١).

لقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بحل هذه المشكلات كلها، بحكمته العظيمة، وحسن سياسته، وكان حله وإصلاحه لهذه الأوضاع، وجمعه لشمل المسلمين كالتالي:


(١) انظر. البداية والنهاية ٣/ ٢١٤، وسيرة ابن هشام ٢/ ١١٤، وزاد المعاد٣/ ٦٢، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر٢/ ١٥٩، والرحيق المختوم ص١٧١، وهذا الحبيب يا محب ص ١٧٤، وفقه السيرة لمحمد الغزالي ص١٨٨، البخاري مع الفتح، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد ١/ ٥٢٤، ومسلم، كتاب الماجد، باب بناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ١/ ٣٧٣، ٣٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>