للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الأنصار رجلًا منهم، قال: فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، قال: كف عنه الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: فقال لي: " يا أسامة، أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟ قال: قلت: يا رسول الله، إنما كان متعوذًا، قال: فقال: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله، قال: فما زال يُكرّرها حتى تمنيت أني لم أكن أسلم قبل ذلك اليوم» (١).

وفي رواية قال: «قلت يا رسول الله: إنما قالها خوفًا من السلاح، قال: " أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا "، فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ» (٢).

وفي رواية: «كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ " قال: يا رسول الله: استغفر لي، قال: " وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ ". قال: فجعل لا يزيده على أن يقول: " كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة» (٣).

[النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أعظم الناس أناةً وتثبّتًا]

ولهذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أعظم الناس أناةً وتثبّتًا، فكان لا يقاتل أحدًا من الكفار إلا بعد التأكد بأنهم لا يقيمون شعائر الإسلام «فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان إذا غزا بنا قومًا لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر، فإن سمع أذانًا كف عنهم، وإن لم يسمع أذانًا أغار عليهم». " (٤).


(١) البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب بعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أسامة إلى الحرقات ٧/ ٥١٧، ١٢/ ١٩١، ومسلم في كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله ١/ ٩٧.
(٢) مسلم، في كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله ١/ ٩٦.
(٣) أخرجه مسلم، في كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله ١/ ٩٧.
(٤) البخاري مع الفتح بلفظه مطولًا، في كتاب الأذان، باب ما يحقن بالأذان من الدماء ٢/ ٨٩، ومسلم، في الصلاة، باب الإمساك عن الإغارة على قوم في دار الكفر إذا سمع فيهم الأذان ١/ ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>