للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى البخاري عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: " أنا أوّل من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة، وقال قيس بن عباد: وفيهم أنزلت {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: ١٩] (١).

قال: هم الذين بارزوا يوم بدر: حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة " (٢).

فرضي الله عن جميع الصحابة وأرضاهم، فإنهم كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم، قال الله - عز وجل -: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: ٢٣] (٣).

٣ - موقف علي رضي الله عنه في يوم الأحزاب (يوم الخندق):

في سنة خمس من الهجرة كانت غزوة الخندق في شهر شوال.

وكان سبب هذه الغزوة أن جماعة من اليهود خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله، فتعاهدوا على حرب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم خرج هؤلاء الجماعة من اليهود حتى جاءوا قبائل غطفان فدعوهم لذلك فأجابوهم ثم طافوا في قبائل العرب فاستجاب لهم من استجاب، ونقضت بنو قريظة العهد امتثالًا لأمر حي بن أخطب عندما حرض كعب بن أسد القرظي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وبما أجمعوا عليه من الأمر


(١) سورة الحج، الآية ١٩. وانظر: البخاري مع الفتح ٧/ ٩٦.
(٢) البخاري مع الفتح، في كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل ٧/ ٢٩٦، ٢٩٧، وفي كتاب التفسير، باب هذان خصمان اختصموا في ربهم ٩/ ٤٤٣، وانظر أيضًا: البداية والنهاية ٣/ ٢٧٣، وأعلام المسلمين لخالد البيطار ص ٦٢.
(٣) سورة الأحزاب، الآية ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>