للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما القصص من السنة فإن قدوة الداعية في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يقص على أصحابه القصص الذي ينفعهم، ويرغبهم في الخير، ويخوفهم من الوقوع في ضده، ومن ذلك: قصة الأبرص والأعمى والأقرع (١) ففي هذه القصة التحذير من كفران النعم والبخل، والتشويق إلى شكر النعم، والاعتراف بها للخالق، والإحسان إلى الناس (٢).

وقصة الغلام مع الملك والساحر والراهب (٣) وفيها تشويق الناس في الثبات على دين الله، والتضحية بكل غال ورخيص في سبيل نصرة دين الله وإظهاره.

وقصة الرجل الذي قتل مائة ثم تاب فتاب الله عليه (٤) فإن في هذه القصة الإيضاح للناس أن من تاب تاب الله عليه، وأن البيئة لها تأثير على الشخص، فلابد للتائب أن يلتمس الجليس الصالح، وغير ذلك كثير في السنة النبوية.

المسلك الثاني: التشبيه وضرب الأمثال:

في القرآن الكريم كثير من الأمثال المضروبة، والداعية لا بد له من ذلك في دعوته، ومن ذلك أن الله -تعالى- شبه المنفق في سبيله بمن بذر بذرا فأنبتت كل حبة سبع سنابل، اشتملت كل سنبلة على مائة حبة، والله يضاعف فوق ذلك لمن يشاء بحسب حال المنفق وإخلاصه (٥).


(١) البخاري مع الفتح، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث أبرص وأعمى وأقرع من بني إسرائيل، ٦/ ٥٠٠، ومسلم، كتاب الزهد والرقائق، برقم ٢٩٦٤، ٤/ ٢٢٧٥.
(٢) انظر: فتح الباري ٦/ ٥٠٣.
(٣) انظر: صحيح مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والغلام، ٤/ ٢٢٩٩.
(٤) انظر: صحيح مسلم، كتاب التوبة، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله، ٤/ ٢١١٨.
(٥) انظر: سورة البقرة، الآية ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>