للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الثاني

من مواقف الإمام الشافعي رحمه الله

للإِمام الشافعي (١) رحمه الله - مواقف حكيمة تدل على حكمته وصدقه وإخلاصه، ومن مواقفه - رحمه الله تعالى -.

موقفه مع أهل الكلام ودفاعه عن علم الكتاب والسنة: وقف الشافعي - رحمه الله - موقفًا حكيمًا مسددًا مع أهل الكلام (٢) فقال - رحمه الله تعالى -: " حكمي في أهل الكلام: أن يضربوا بالجريد والنعال، ويحملوا على الإِبل، ويطاف بهم في الأسواق والعشائر، يُنادى عليهم ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام " (٣).


(١) هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن السائب، يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف، ولد في غزة، وقيل: بعسقلان، سنة ١٥٠ هـ، ومات أبوه وهو صغير فحملته أمه إلى مكة وهو ابن سنتين، فنشأ بها وقرأ القرآن، ورحل إلى مالك في المدينة وعرض عليه الموطأ بعد حفظه له، ثم رجع إلى مكة، ورحل إلى اليمن، ثم حمل إلى العراق سنة ١٨٤ هـ، ثم عاد إلى مكة ثلاث مرات، ثم رحل من العراق إلى مصر، وبقي بها حتى توفي سنة ٢٠٤ هـ. انظر: البداية والنهاية ١٠/ ٢٥١.
(٢) العلم بالدين علمان: العلم بالأمور الخبرية الاعتقادية، كالعلم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأخبار الأنبياء، وأحوال الملائكة وصفاتهم وأعمالهم، ويدخل في ذلك الجنة والنار. . . والجدال في هذا القسم بالعقل يسمى: كلامًا.
الثاني: الأمور العملية من أعمال الجوارح والقلوب كالواجبات والمحرمات والمستحبات والمكروهات والمباحات، وهذا من جهة كونه علمًا واعتقادًا أو خبرًا صادقًا أو كاذبًا يدخل في القسم الأول، ومن جهة كونه مأمورًا به أو منهيًّا عنه يدخل في القسم الثاني. انظر: فتاوى ابن تيمية ١١/ ٣٣٥، ٣٣٦، ١٩/ ١٣٤.
فالجدال في علم العقائد يسمى كلامًا، والسلف الصالح حينما يذمون علماء الكلام فهم يريدون من يتكلم في الدين بغير طريقة المرسلين، عليهم الصلاة والسلام، وهذا هو الذي ذمه الشافعي - رحمه الله -. انظر: فتاوى ابن تيمية ١٢/ ٤٦٠، ٤٦١.
(٣) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي ١٠/ ٢٩، والبداية والنهاية ١٠/ ٢٥٤، وفتاوى ابن تيمية ١٦/ ٤٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>