للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الثاني

قوة الجهاد في سبيل الله تعالى

الجهاد في سبيل الله (١) من أعظم ما تقرب به العباد بعد الفرائض إلى الله - تعالى-، لما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين وقمع الكافرين المعاندين الظالمين والمنافقين وغير ذلك من المصالح الكثيرة والعواقب الحميدة، وله أهداف، وأطوار، وأنواع، ومراتب إذا علمها المجاهدون وعملوا بها فقد أحرزوا حكمة القوة الفعلية في الدعوة إلى الله.

وسأتناول ذلك بإذن الله - تعالى- في المسالك الآتية:

المسلك الأول: أهداف الجهاد وغايته.

المسلك الثاني: أطوار الجهاد.

المسلك الثالث: الإعداد للجهاد.

المسلك الرابع: ضوابط قوة الجهاد.

المسلك الخامس: مراتب الجهاد وأنواعه.


(١) الجهاد في اللغة: بذل واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل وفي الشرع: بذل الجهد من المسلمين في قتال الكفار، والبغاة، والمرتدين ونحوهم. وهو فرض كفاية. ويكون فرض عين في ثلاث حالات:
١ - إذا حضر المسلم صف القتال.
٢ - إذا حضر العدو بلدا من بلدان المسلمين.
٣ - إذا طلب إمام المسلمين النفير.
انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، باب الجيم مع الهاء، والمصباح المنير، مادة "جهد" ١/ ١١٢، والمغني لابن قدامة ٣/ ٥ - ٨، والقتال في الإسلام، ص ١١، وذكر ابن القيم أن جنس الجهاد فرض عين: إما بالقلب، وإما باللسان، وإما بالمال، وإما باليد. فيجب على المسلم أن يجاهد في سبيل الله بنوع من هذه الأنواع حسب الحاجة والقدرة؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "جاهدوا المشركين بألسنتكم، وأنفسكم، وأموالكم، وأيديكم"، رواه أبو داود والنسائي والدارمي، وأحمد واللفظ له. ٣/ ١٥٣، وانظر زاد المعاد ٣/ ٦، ١٠، ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>