الشيعة، والصُّوفية المنحرفة والقبورية، ونفاة الصفات: كالجهمية والمعتزلة والقدرية، وطغى علم الكلام والفلسفة حتى حلَّا محلّ الكتاب والسنة لدى الأكثرية من المتعلمين في الاستدلال، هذا كله في داخل المجتمع الإسلامي في ذلك العصر، مع تكالب أعدائه من الخارج، فحصل من البلاء ما الله به عليم (١).
في هذا الجو المعتم عاش شيخ الإسلام، فكيف يعمل حتى يصلح هذه المفاسد ويظهر النور في هذه الظلمات؟ ما هو الموقف الحكيم الذي سلكه حتى أنار الله به الطريق لهذا المجتمع وألزمهم بالكتاب والسنة والإجماع وعقيدة السلف الصالح الصافية النقية؟
وبالنظر في ذلك نجد أن الشيخ -رحمه الله- وقف مواقف حكيمة لإظهار علم الكتاب والسنة، وقمع أهل البدع والأهواء.
ومن مواقفه في رفع وإزالة هذا البلاء الواقع ما يلي:
١ - عنايته بالعلم قبل العمل: عندما علم شيخ الإسلام أنه لا يزيل هذه الظلمات إلا نور علم الكتاب والسنة، بدأ بطلب العلم النافع، فتعلَّم وتفقَّه، وهذا مما يدل على حكمته، لأنه لا حكيم إلا بالعلم النافع، وفاقد الشيء لا يُعطيه.
٢ - بث النور ونشر العلم ونفع الأمة: بعد أن تسلَّح بسلاح علم الكتاب والسنة بدأ يبث النور بنشر العلم في هذا المجتمع المعتم، ويؤسس أركانًا من تلاميذه حتى يستفيد الناس، وكان يحضر المحافل ويناظر ويفحم الكبار، ويأتي بما يُحار منه أعيان البلد في العلم والمواقف الحكيمة في دعوته إلى الله.
(١) انظر: من مشاهير المجددين في الإسلام للدكتور صالح بن فوزان، ص٥٢.