للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمدها أو ينبذ إليهم على سواء» فرجع معاوية (١).

وهذا هو عين الحكمة في دعوة من ظلم وتجبر وصد عن سبيل الله تعالى.

المسلك الخامس: مراتب قوة الجهاد وأنواعه:

الجهاد له أربع مراتب: جهاد النفس، والشيطان، والكفار والمنافقين، وأصحاب الظلم، البدع والمنكرات.

١ - جهاد النفس له أربع مراتب: (أ) جهادها على تعلم أمور الدين والهدى الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به.

(ب) جهادها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها.

(ج) جهادها على الدعوة إليه ببصيرة، وتعليمه من لا يعلمه، وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات، ولا ينفعه علمه ولا ينجيه من عذاب الله.

(د) جهادها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله، وأذى الخلق، وأن يتحمل ذلك كله لله. فمن علم وعمل، وصبر فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماوات. قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ - إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ - إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: ١ - ٣] (٢).


(١) أبو داود، كتاب الجهاد، باب في الإمام يكون بينه وبين العدو عهد فيسير إليه، ٣/ ٨٣، وانظر: صحيح سنن أبي داود، ٢/ ٥٢٨.
(٢) سورة العصر، الآيات ١ - ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>