للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[علاج الغضب بالأسباب المشروعة]

علاج الغضب: وعلاج الغضب بالأدوية المشروعة يكون بطريقين:

الطريق الأول: الوقاية: ومعلوم أن الوقاية خير من العلاج، وتحصل الوقاية من الغضب قبل وقوعه باجتناب أسبابه، واستئصالها قبل وقوعها، ومن هذه الأسباب التي ينبغي لكل مسلم أن يطهر نفسه منها: الكبر، والإعجاب بالنفس، والافتخار، والتيه، والحرص المذموم، والمزاح في غير مناسبة، أو الهزل وما شابه ذلك (١).

الطريق الثاني: العلاج إذا وقع الغضب: وينحصر في أربعة أنواع كالتالي:

النوع الأول: الاستعاذة بالله من الشيطان، قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: ٢٠٠] (٢). وعن سليمان ابن صُردٍ - رضي الله عنه - قال: «استَبَّ رجلان عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمر وجهه، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إني لأعلمُ كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد. لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» (٣).

ولما كان الشيطان على نوعين: نوع يُرى عيانًا، وهو شيطان الإنس، ونوع لا يُرى، وهو شيطان الجن، جعل الله سبحانه المخرج من شر شيطان الإنس بالإعراض عنه، والعفو، والدفع بالتي هي أحسن، ومن شر


(١) انظر: الدعائم الخلقية والقوانين الشرعية، للدكتور صبحي محمصاني، ص٢٢٧.
(٢) سورة الأعراف، الآية ٢٠٠، وانظر: سورة المؤمنون، الآية ٩٧، وسورة فصلت، الآية ٣٦.
(٣) البخاري مع الفتح، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب ١٠/ ٥١٨، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب٤/ ٢٠١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>