للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب التاسع

مواقف جماعة من الصحابة

الصحابة - رضي الله عنهم - لهم مواقف كثيرة جدًّا لا يستطيع أحد أن يحصرها؛ لأنهم - رضي الله عنهم - باعوا أنفسهم، وأموالهم وحياتهم لله، ابتغاء مرضاته، وخوفًا من عقابه، ففازوا بسعادة الدنيا والآخرة. ومن درس حياتهم، ونظر إلى تطبيقهم للإِسلام قولًا، وعملًا، واعتقادًا ازداد إيمانه، وأحبهم؛ فيحصل له بذلك محبة الله تعالى.

١ - فهذا بلال بن رباح - رضي الله عنه - كان يعذبه أمية بن خلف على توحيده وإيمانه بالله - تعالى -. وقد عذبه أشد العذاب، ومن ذلك أن أمية كان يُخرجُ بلالًا إذا حميت الشمس في الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصّخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فيقول وهو في ذلك البلاء: أَحدٌ أَحدٌ، فمر به أبو بكر فاشتراه. وهذه الكلمة التي زعزعت كيان أمية بن خلف (١).

٢ - وهذا عمار بن ياسر، وأبوه ياسر، وأمه سُميّة - رضي الله عنهم - يُعذبون أشدّ العذاب من أجل إيمانهم بالله - تعالى -، فلم يردهم ذلك العذاب عن دينهم، لأنهم صدقوا مع الله فصدقهم الله - تعالى - ولهذا قيل لهم: «صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة» (٢) فرضي الله عنهم وأرضاهم (٣).


(١) انظر الإِصابة في تمييز الصحابة ١/ ١٦٥، وسيرة ابن هشام ١/ ٣٤٠، وسير أعلام النبلاء ١/ ٣٤٧.
(٢) الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ٣/ ٣٨٨ وانظر مجمع الزوائد ٩/ ٢٩٣، وقال رجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن عبد العزيز المقوم وانظر الإِصابة ٢/ ٥١٢.
(٣) انظر سير أعلام النبلاء ١/ ٤٠٦ والإِصابة ٢/ ٥١٢، وسيرة ابن هشام ١/ ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>