للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه (١).

والمسلم المجاهد في سبيل الله - تعالى- إذا رغب فيما عند الله، فإنه لا تبالي بما أصابه رغبة في الفوز العظيم.

فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان في الله مصرعي

المسلك الثالث عشر: إسناد القيادة لأهل الإيمان:

من أسباب النصر تولية قيادة الجيوش، والسرايا، والأفواج والجبهات لمن عرفوا بالإيمان الكامل والعمل الصالح والشجاعة الحكيمة، ثم الأمثل فالأمثل، لقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣] (٢). والله -عز وجل- يحب أهل التقوى، ومحبته- سبحانه- للعبد من أعظم الأسباب في توفيق عبده وتسديده ونصره على أعدائه قال تعالى: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: ٧٦] (٣).

المسلك الرابع عشر: التحصن بالدعائم المنجيات:

إن العباد لهم منجيات، ودعائم تنجيهم من المهالك والهزائم إذا حلت بهم، وهذه الأمور هي من أعظم العلاج لمن أصيب بالمهلكات أو الحروب والأوبئة، وهي كذلك وقاية من حلول المصائب قبل نزولها، وتتلخص في اتباع الدعائم المنجيات الآتية:


(١) البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد، باب قول الله -عز وجل- من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ٦/ ٢١، و ٧/ ٣٥٥، ومسلم، كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، ٣/ ١٥١٢.
(٢) سورة الحجرات، الآية ١٣.
(٣) سورة آل عمران، الآية ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>