للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبقي المشركون ينظرون إلى عليّ من صِير الباب (١) وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومر بأبي بكر، وهاجر إلى المدينة (٢).

وهذه المواقف العظيمة التي وقفها رسول الله صلى الله عليه وسلم دليل واضح على حكمة النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى صبره، وشجاعته، وأنه صلى الله عليه وسلم حينما علم بأن قريشًا قد طغت، ورفضت الدعوة بحث عن مكان يتخذ قاعدة للدعوة الإسلامية، ولم يكتف بذلك، بل أخذ منهم البيعة والمعاهدة على نصرة الإسلام، وتم ذلك في مؤتمرين: بيعة العقبة الأولى، ثم الثانية، وعندما وجد مكان الدعوة الذي يتخذ قاعدة لها، ووجد أنصار الدعوة أذن بالهجرة لأصحابه، وأخذ هو بالأسباب عندما تآمرت عليه قريش، وهذا لا يعتبر جبنًا, ولا فرارًا من الموت؛ ولكن يعتبر أخذًا بالأسباب مع التوكل على الله تعالى، وهذه السياسة الحكيمة من أسباب نجاح الدعوة، وهكذا ينبغي أن يكون الدعاة إلى الله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم هو قدوتهم وإمامهم (٣)


(١) صير الباب: هو شق الباب. انظر: المعجم الوسيط، مادة. صار١/ ٥٣١.
(٢) انظر: سيرة ابن هشام٢/ ٩٥، والبداية والنهاية٣/ ١٧٥، وزاد المعاد٣/ ٥٤، والسيرة النبوية دروس وعبر لمصطفى السباعي ص٦١، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر٢/ ١٤٨، وهذا الحبيب يا محب ص١٥٦.
(٣) انظر: السيرة النبوية دروس وعبر ص٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>