للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا بُنَي ذاك العاص بن وائل - لا جزاه الله خيرًا - (١).

وبإسلام عمر وإظهاره إسلامه - رضي الله عنه - أعزّ الله به الإِسلام، وفرّق به بين الحق والباطل، فسُمِّي الفاروق - رضي الله عنه -، وأظهر الصحابة صَلاتهم حول الكعبة، وقريش ينظرون إليهم (٢).

قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: " ما زلنا أعزّة منذ أسلم عمر " (٣).

وقال - رضي الله عنه - أيضًا: " كان إسلام عمر فتحًا، وهجرته نصرًا، وإمارته رحمة، والله ما استطعنا أن نُصلّي حول البيت ظاهرين حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا نصلي " (٤).

وقد كان عمر - رضي الله عنه - يتعرّض لرؤوس الكفر، ويعلن أمامهم إسلامه، بل يذهب إلى بيوتهم ويطرق أبوابهم ليخبرهم بأنه قد أسلم، لعلّهم يقومُون بشيء ضدّه فيُصيبه ما يُصيب إخوانه المسلمين، ويستطيع في الوقت نفسه أن ينتقم من تلك الرؤوس، ولم يُرد عمر أن يكون هو في


(١) انظر: سيرة ابن هشام ١/ ٣٧٠، والبداية والنهاية لابن كثير، وقال هذا إسناد جيد قوي ٣/ ٨٢، وانظر بعض القصة في البخاري مع الفتح ٧/ ١٧٧، وانظر قصة إسلام عمر في البداية والنهاية ٣/ ٧٩ / ٨١، وسيرة ابن هشام ١/ ٣٦٤ - ٣٧١، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ١٠٩ - ١١٥، وفتح الباري ٧/ ٤٨، ومناقب عمر لابن الجوزي ص ١٢ - ١٨، والتاريخ الإِسلامي لمحمود شاكر ٣/ ١٢١ - ١٢٥.
(٢) انظر: مناقب عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص ١٨، ١٩، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١١٣ - ١١٥. والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر ٣/ ١٢٤، وفتح الباري شرح صحيح البخاري ٧/ ٤٤.
(٣) البخاري مع الفتح، في كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر ٧/ ٤١، ومناقب الأنصار ٧/ ١٧٧.
(٤) ذكره ابن حجر في فتح الباري، ٧/ ٤٨، وعزاه إلى الطبراني وابن أبي شيبة، وذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء، ص ١١٥، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد " رجاله رجال الصحيح إلا أن القاسم لم يدرك جده ابن مسعود، ٩/ ٦٢، وانظر: البداية والنهاية، ٣/ ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>