للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"سيروا وأبشروا، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، ولكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم» (١).

ومن مواقفه العظيمة في بدر: اعتماده على ربه- تبارك وتعالى- لأنه قد علم أن النصر لا يكون بكثرة العدد ولا العدة، وإنما يكون بنصر الله- عز وجل- مع الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله.

عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- قال: «لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه، فجعل يهتف بربه (٢) "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض "، فما زال يهتف بربه، مادًّا يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله- عز وجل-: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: ٩]» (٣) فأمده الله بالملائكة (٤)


(١) سقت هذه القصة بالمعنى، وانظر: سيرة ابن هشام ٢/ ٢٥٣، وفتح الباري ٧/ ٢٨٧، وزاد المعاد ٣/ ١٧٣، والرحيق المختوم ص٢٠٠، وقد أخرج البخاري مواضع منها. انظر: البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب إذ تستغيثون ر بكم ٧/ ٢٨٧، وكتاب التفسير ٨/ ٢٧٣، وأخرج مسلم بعض المواضع من القصة. انظر: صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة بدر ٣/ ١٤٠٣، وانظر: التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر٢/ ١٩٤.
(٢) يهتف بربه، أي: يصيح ويستغيث بالله بالدعاء. انظر: شرح النووي١٢/ ٨٤.
(٣) سورة الأنفال، الآية ٩.
(٤) أخرجه مسلم بلفظه ني كتاب الجهاد والسير والمغازي، باب الإِمداد بالملائكة في غزوة بدر ٣/ ١٣٨٣، والبخاري مع الفتح بمعناه مختصرًا، في كتاب المغازي، باب قوله تعالى: إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. ٧/ ٢٨٧، وانظر. الرحيق المختوم ص ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>