للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصول الدين والإسلام، وقواعده، ومعرفة نبيّهم، ونسبه، ومبعثه، وما دعا إليه، وهي لا إله إلا الله، وما تضمنته، وأنهم مبعوثون بعد الموت.

وأخذ على ذلك ما يقارب سنتين -بعد قدومه إلى الدرعية- وهو يغرس هذه الدعائم (١).

ومن أعظم ما غرس في نفوس المهاجرين إلى الدرعية من البلدان المجاورة والأنصار من أهل الدرعية: هو تدريسه لهم جميعًا كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، وغرسه في أذهانهم، وكان آل سعود: الأمير محمد وأبناؤه يحضرون دروس الشيخ صباحًا ومساءً، في المسجد، وفي البيت، والمجامع الخاصة، فأثمر ذلك قوة الإيمان في نفوس الدولة الجديدة من الأمير إلى أصغر واحد من المهاجرين والأنصار (٢).

وعندما قام الشيخ بهذا الموقف العظيم الحكيم، واستقر في قلوبهم معرفة التوحيد وضده من الشرك بعد الجهالة والضلالة والعمى والظلام الدامس، بعد ذلك أُشْرِب حب الشيخ وما جاء به من التوحيد في قلوبهم، والتحم رابط المحبة في الله بين أهل الدرعية والمهاجرين إليهم فآووهم، وأصبحت هذه القوة قوة ضاربة قد رُبِّيت على التوحيد، والرغبة فيما عند الله، والدار الآخرة، ودُعِّمَت بقوة السلطان والسيف، والسنان، والحجّة والبرهان، وقُوّة البيان.

وحينئذ أصبح صاحب الدعوة لا يخشى إلا الله وحده سبحانه.


(١) انظر: عنوان المجد في تاريخ نجد، لابن بشر ١/ ٢٦، وتاريخ نجد "روضة الأفكار والأفهام. . . للعلامة المؤرخ حسين بن غنام ١/ ٨١.
(٢) انظر: إمام التوحيد؛ الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الدعوة والدولة، لأحمد القطان ومحمد الزين ص٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>