للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمهيد

الإلحاد في الأصل هو: الميل والعدول عن الشيء، والظلم والجور، والجدال والمِراء، يقال: لحد في الدين لحدًا، وألحدَ إلحادًا، لمن مال وعدل ومارى وجادل وظلم (١).

واللحد: الشق الذي يعمل في جانب القبر لموضع الميت؟ لأنه قد أميل عن وسط القبر إلى جانبه (٢).

والإلحاد: هو الميل عن الحق، والانحراف عنه بشتى الاعتقادات، والتأويل الفاسد، والمنحرف عن صراط الله والمعاكس لحكمه يسمى ملحدًا (٣).

والمراد بالملحدين في هذا المبحث: هو المعنى المصطلح عليه في هذا العصر، وهم: من أنكروا وجود رب خالق لهذا الكون، متصرف فيه، يدبر أمره بعلمه وحكمته، ويجري أحداثه بإرادته وقدرته، واعتبار الكون أو مادته الأولى أزلية، واعتبار تغيراته قد تمت بالمصادفة، أو بمقتضى طبيعة المادة وقوانينها، واعتبار الحياة -وما تستتبع من شعور وفكر حتى قمتها الإنسان- من أثر التطور الذاتي للمادة (٤).

وسأتناول في هذا المبحث -بعون الله تعالى- كيفية حكمة القول في


(١) انظر القاموس المحيط، فصل اللام باب الدال ص١٠٤، والمعجم الوسيط مادة "لحد" ٢/ ٨١٧، ومختار الصحاح، مادة "لحد" ص٢٤٧، وفتح القدير للشوكاني ٤/ ٥١٨، ٢/ ٢٦٨.
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير ٤/ ٢٣٦.
(٣) انظر: الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة، للشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري، ص٤٠.
(٤) انظر: كواشف زيوف المذاهب المعاصرة، لعبد الرحمن الميداني، ص٤٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>