للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- قال: «لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قبله، وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا، فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال: " يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام, تدخلوا الجنة بسلام» (١).

وقد أثنى الله على هذا العالم الرباني، فعن سعد بن أبي وقاص قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي (٢) على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام، قال: وفيه نزلت هذه الآية (٣) {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [الأحقاف: ١٠] (٤).

٢ - زيد بن سعنة، أحد أحبار اليهود، رضي الله عنه: قال -رضي الله عنه-: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، وقد اختبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وأشهدك


(١) ابن ماجه في كتاب الأطعمة، باب إطعام الطعام، ٢/ ١٠٨٣ بلفظه، والترمذي في صفة القيامة، باب حدثنا محمد بن بشار ٤/ ٦٥٢، وأحمد في المسند ٤/ ٤٥١، وانظر صحيح ابن ماجه ٢/ ٢٢٢.
(٢) قد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه شهد لأناس كثير بالجنة، ومنهم العشرة المبشرون بالجنة، فقيل بأن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- يعني من الأحياء؛ لأن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- عاش بعد موتهم، ولم يتأخر معه من العشرة غير سعد وسعيد، ويؤخذ هذا من قول سعد رضي الله عنه: يمشي على الأرض. انظر: فتح الباري ٧/ ١٢٩، ١٣٠.
(٣) البخاري مع الفتح، كتاب مناقب الأنصار، باب مناقب عبد الله بن سلام ٧/ ١٢٨، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن سلام ٤/ ١٩٣٠.
(٤) سورة الأحقاف، الآية ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>