للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أ) جاء في إنجيل يوحنا، أن المسيح صلى الله عليه وسلم قال في دعائه: " إن الحياة الدائمة إنما تجب للناس بأن يشهدوا أنك أنت الله الواحد الحق، وأنك أرسلت اليسوع المسيح " (١).

وهذه حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله، ولا معبود بحق سواه.

(ب) وقال: " إن الله -عز وجل- ما أكل ولا يأكل، وما شرب ولا يشرب، ولم ينم ولا ينام، ولا ولد له ولا يلد ولا يولد، ولا رآه أحد ولا يراه أحد (٢) إلا مات " (٣).

وبهذا يظهر سر قوله تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ} [المائدة: ٧٥] (٤).

وغير ذلك من الأمثلة كثير لا يتسع المقام لذكرها (٥).

٥ - إبطال القرآن الكريم لعقيدة التثليث: القرآن الكريم هو الأصل في تصحيح العقائد، وما سبق من القول الحكيم مع النصارى إنما هو مخاطبتهم على قدر عقولهم بالأدلة العقلية، وبالواقع من تاريخهم، وما جاء في كتبهم، مما يبطل عقيدة التثليث، يثبت أن عقيدة التوحيد هي دين الأنبياء جميعا، عليهم الصلاة والسلام.

والقرآن الكريم - المحفوظ من الله عن التبديل والتحريف- يتولى الرد


(١) هداية الحيارى لابن القيم ص ٦٢٠.
(٢) المقصود بنفي الرؤية هنا في الدنيا، أما في الآخرة فإن المؤمنين يرون ربهم في الجنة، وهو أعظم نعيم أهل الجنة، جعلنا الله منهم.
(٣) انظر: هداية الحيارى ص ٦٢١.
(٤) سورة المائدة، الآية ٧٥.
(٥) انظر كثير من الأمثلة على ذلك في: هداية الحيارى ص ٦٢٠ - ٦٢٢، وإظهار الحق ٢/ ٢٥ - ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>