للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد أصبح ذلك عنده حقيقة مسلم بها (١) لما أجراه من أبحاث، ولما علمه من واقع الأناجيل.

٢ - الشواهد على التحريف من الأناجيل:

(١) جاء في إنجيل مرقس: أن المسيح قال لتلاميذه: " اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها، من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدن، وهذه الآيات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي، ويتكلمون بألسنة جديدة، يحملون حيات، وإن شربوا شيئا مميتا لا يضرهم، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرءون " (٢).

ففي هذا النص حجة على النصارى من وجهين:

الوجه الأول: قولهم عن عيسى: إنه أمرهم أن يبشروا بالإنجيل، فدل ذلك على أن إنجيلا أتاهم به وليس هو عندهم الآن، وإنما عندهم أربعة أناجيل متغايرة، وليس منها إنجيل ألف إلا بعد رفع عيسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بأعوام كثيرة، فصح أن ذلك الإنجيل الذي أخبر المسيح أنه أتاهم به وأمرهم بالتبشير به ذهب عنهم؛ لأنهم لا يعرفون له أصلا، وهذا ما لا يمكن سواه.

الوجه الثاني: قولهم: إنه وعد كل من آمن بدعوة التلاميذ أنهم يتكلمون بلغات لا يعرفونها، وينفون الجن عن المجانين، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرءون، ويحملون الحيات، وإن شربوا شربة قتالة لا تضرهم، وهذا وعد ظاهر الكذب؛ فإن ما من النصارى أحد يتكلم بلغة لم يتعلمها، ولا منهم أحد ينفي جنيا، ولا من يحمل حية فلا تضره، ولا


(١) انظر: المناظرة بين الإسلام والنصرانية ص ٣٥ - ٥٠ فهناك تجد كثيرا من الأمثلة على هذه التناقضات.
(٢) انظر: الفصل لابن حزم ٢/ ١٣٩، وعزاه المحقق إلى إنجيل مرقس، الإصحاح ١٦/ ١٥ - ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>