للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوفاة، فأوصى سلمان الفارسي وقال: " قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم، مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل، وإن فيه علامات لا تخفى: بين كتفيه خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل، فإنه قد أظلك زمانه ".

وسافر سلمان ووجد العلامات التي وصفت له، فأسلم رضي الله عنه (١).

٣ - هرقل عظيم الروم: قال هرقل لأبي سفيان في آخر حديثه: ". . . وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك بم يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه. . . " (٢).

ثم قال للروم بعد ذلك: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد، وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي؟ (٣) ولكن رغب في ملكه وضن به، فلم يسلم!

وهذا مما يبين أن عدول أهل الكتاب ومنصفيهم قد شهدوا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وأنه رسول الله حقا، فلا يقدح قدح المكذبين بعد ذلك (٤).


(١) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي ١/ ٥٠٩، ٥١٠.
(٢) البخاري مع الفتح، كتاب بدء الوحي، باب حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، ١/ ٣٢، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب كتاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام، ٣/ ١٣٩٦، وتقدم تخريجه أيضا.
(٣) انظر: البخاري مع الفتح، كتاب بدء الوحي، باب حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، ١/ ٣٣.
(٤) انظر: هداية الحيارى لابن القيم ص ٥٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>