للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما المنكر لرسالة نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مطلقا، فقد قام البرهان القاطع على صدق صاحب الرسالة صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ولا تزال معجزات القرآن تتحدى الإنس والجن، فإما أن يأتي بما يناقض المعجزة القائمة، وإلا لزمه الاعتراف بمدلولها، فإن اعترف بالرسالة لزمه التصديق بكل ما أخبر به الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وإن ذهب يكابر ويعاند ليأتي بقرآن مثل ما جاء به محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وقع في العجز، وفضح نفسه لا محالة؛ لأن أصحاب الفصاحة والبلاغة قد عجزوا عن ذلك، ولا شك أن غيرهم أعجز عن هذا؛ لأن القرآن معجزة قائمة مستمرة خالدة (١).

وحينئذ يلزم جميع الخلق العمل بما فيه والتحاكم إليه.

وقد صرح القرآن الكريم بأن محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم رسول إلى جميع الناس، وخاتم النبيين، قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: ١٥٨] (٢) وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: ١] (٣) {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: ١٩] (٤).

وهذا تصريح بعموم رسالته لكل من بلغه القرآن.


(١) انظر: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ١/ ١٤٤، ١٦٦، ومناهج الجدل في القرآن الكريم ص ٣٠٣، والإرشاد إلى صحيح الاعتقاد للدكتور / صالح بن فوزان ٢/ ١٨٢.
(٢) سورة الأعراف، الآية ١٥٨.
(٣) سورة الفرقان، الآية ١.
(٤) سورة الأنعام، الآية ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>