للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا الزكاة إلا من منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم» (١).

وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، فقد وقع ذلك كله بمن وقع في هذه المعاصي، ومن الأدلة المحسوسة على ذلك مرض الإيدز، الذي وقع بمن أباحوا الفواحش.

وقد لعن صلى الله عليه وسلم من لعن والديه، ومن ذبح لغير الله، ومن آوى محدثا، ولعن على فعل ذنوب كثيرة غير ذلك (٢).

وذكر الداعية ذلك مما يدفع العصاة على الفرار من الذنوب والرجوع إلى الله - تعالى-، والندم على ما مضى، والله الموفق سبحانه (٣).


(١) ابن ماجه، كتاب الفتن، باب العقوبات ٢/ ٣٣٣، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي ٤/ ٥٤٠، وانظر: صحيح ابن ماجه ٢/ ٣٧٠، وسلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ١/ ٧، برقم ١٠٦.
(٢) انظر أنواعا من المعاصي التي لعن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجواب الكافي لابن القيم، ص ١١٥ - ١١٩.
(٣) انظر في الترهيب بالوعيد بالعذاب على أنواع الذنوب وآحادها: كتاب الترغيب والترهيب للمنذري، وكتاب الكبائر للذهبي، وكتاب تنبيه الغافلين عن أعمال الهالكين وتحذير السالكين من أفعال الهالكين، للإمام محي الدين أبي زكريا، أحمد بن إبراهيم بن النحاس الدمشقي، المتوفى سنة ٨١٤ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>