للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعوذات الثلاث: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: ١] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: ١] ثم يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي، وبذلك يزول الداء إن شاء الله، وإن دعت الحاجة إلى إعادته أعيد ولو مرات، حتى يزول المرض، وقد جرب كثيرا فنفع الله به، وهو جيد لمن حبس عن زوجته (١).

ثامنا: من صفات اليهود: الخيانة لله ولرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إن اليهود لهم صفات قبيحة ذميمة منها الخيانة لله ولرسله عليهم الصلاة والسلام، وقد دل هذا الحديث على هذه الصفة؛ لأن لبيد بن الأعصم سحر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وحصل له ما حصل من الألم والمشقة، وقد فعلوا أكثر من هذا بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال عز وجل: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: ١٥٥] (٢).

تاسعا: من موضوعات الدعوة: التحذير من السحر وبيان خطره: لا شك أن من موضوعات الدعوة التي ينبغي للداعية أن يعتني بها تحذير الناس من السحر وبيان خطره، ومما يدل على خطره تأثر سيد الخلق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - به، فكيف بضعفاء المسلمين؟ ولهذا الخطر العظيم حذر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من السحر أشد التحذير فقال: «اجتنبوا السبع الموبقات" (٣) قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات» (٤) وقد بين الله عز وجل أن الساحر لا يفلح فقال: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: ٦٩] (٥)


(١) انظر: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، لعبد الرحمن بن حسن، ٢/ ٥٠٢، ومجموع فتاوى العلامة ابن باز، ٣/ ٢٧٩، وانظر: مصنف عبد الرزاق ١١/ ١٣، وفتح الباري لابن حجر، ١٠/ ٢٣٣، وقد شاهدت الشفاء بإذن الله عز وجل لمن رقي بذلك مرات عديدة ولله الحمد.
(٢) سورة النساء، الآية: ١٥٥.
(٣) الموبقات: المهلكات. تقدم في شرح غريب الحديث رقم ١٢، ص ١٣٠.
(٤) متفق عليه: البخاري برقم ٢٧٦٦، ومسلم برقم ٨٩، وتقدم تخريجه في أحاديث الدراسة برقم ١٢، ص ١٣٠.
(٥) سورة طه الآية: ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>