للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع هذا كان يقول صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل رزق آل محمدٍ قوتا» (١) وقال صلى الله عليه وسلم: «قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه» (٢).

فينبغي للداعية أن يكون زاهدا في الدنيا، راغبا فيما عند الله تعالى؛ فإن ذلك من الصفات الحميدة، والأخلاق الكريمة (٣) والله المستعان (٤).

ثانيا: من صفات الداعية: الكرم: لا ريب أن الكرم من صفات الداعية الناجح؛ لأن الكريم إذا أحسن إلى الناس جلب قلوبهم؛ ولأن النفس في الغالب مجبولة على حبِّ من أحسن إليها، وهذا واضح في هذا الحديث؛ ولهذا قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث عندما ذكر ماله صلى الله عليه وسلم من الأموال. قال: " لكنه صلى الله عليه وسلم كان لا يستأثر بها، بل ينفقها على أهله، والمسلمين، وللمصالح العامة. . . " (٥).

فعلى الداعية أن يكون جوادا كريما محسنا، وبهذا إن شاء الله يجذب قلوب المدعوين، فيقبلون على دعوته (٦).

ثالثا: مسؤولية الداعية تجاه أقاربه: إن الأقارب لهم حق النفقة والرعاية والإحسان على حسب مراتبهم ودرجاتهم في القرب؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: " ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة "، فلم يهمل صلى الله عليه وسلم نفقة نسائه، بل أوصى لهن بالنفقة، وقد بين صلى الله عليه وسلم أهمية الإنفاق على الأهل، والأقارب، والعيال الذين يعولهم المسلم، أو


(١) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: البخاري، كتاب الرقاق، باب كيف كان يعيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخلِّيهم عن الدنيا، ٦/ ٢٣٢ برقم ٦٤٦٠، ومسلم، كتاب الزكاة، باب الكفاف والقناعة، واللفظ له، ٢/ ٧٣٠ برقم ١٠٥٥.
(٢) مسلم، كتاب الزكاة، باب الكفاف والقناعة، ٢/ ٧٣٠ برقم ١٠٥٤، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
(٣) انظر: الاستذكار لابن عبد البر ٢٧/ ٣٨٦، وفتح الباري لابن حجر، ٥/ ٤٠٦، ٦/ ٢٠٩، ١٢/ ٦،.
(٤) انظر: الحديث رقم ٢، الدرس الأول.
(٥) شرح النووي على صحيح مسلم، ١٢/ ٣٢٦.
(٦) انظر: الحديث رقم ٢، الدرس الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>