للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فينبغي للداعية أن يسأل الله العفو والعافية، وإذا حصل ابتلاء صبر واحتسب الأجر على الله تعالى، نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة (١).

سادسا: من أساليب الدعوة: الترغيب: لا ريب أن أسلوب الترغيب له أثر في حياة المدعو؛ ولهذا اعتنى به القرآن الكريم، واستخدمه النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته، وفي هذا الحديث يظهر هذا الأسلوب في قوله صلى الله عليه وسلم: " من حفر رومة فله الجنة "، وقوله صلى الله عليه وسلم: " من جهز جيش العسرة فله الجنة "، وقد جاء في سبب ورود هذا الحديث أن «المسلمين عندما قدموا إلى المدينة وجدوا أن الماء العذب قليل، وليس بالمدينة ما يستعذب غير بئر رومة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة؟» (٢). وقال في حديث الباب: " من حفر رومة فله الجنة " قال ابن حجر في الجمع بين لفظ الحفر والشراء: ". . . وإن كانت أولا عينا فلا مانع أن يحفر فيها عثمان بئرا، ولعل العين كانت تجري إلى بئر فوَسَّعَها وطواها فنسب حفرها إليه " (٣).

فعلى الداعية أن يستخدم أسلوب الترغيب في دعوته للناس؛ فإن ذلك من أنفع الأساليب في جذب المدعوين إلى الخير (٤).

سابعا: من وسائل الدعوة: القدوة الحسنة: يظهر في هذا الحديث أن القدوة وسيلة ناجحة في الدعوة إلى الله تعالى، وذلك أن عثمان رضي الله عنه اشترى بئر رومة وحفرها، وأنفق النفقة العظيمة في غزوة تبوك وكل ذلك بحضرة الصحابة رضي الله عنهم، فكان رضي الله عنه قدوة حسنة لغيره


(١) انظر: حديث رقم ٩، الدرس الثامن، ورقم ١٣، الدرس الثاني.
(٢) النسائي، في كتاب الوصايا، باب وقف المساجد، ٦/ ٢٣٥ برقم ٣٦٠٨، والترمذي، وحسنه في كتاب المناقب، باب مناقب عثمان رضي الله عنه، ٦/ ٦٢٧ برقم ٣٧٠٣، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ٣/ ٢٠٩، وصحيح النسائي ٢/ ٧٦٦.
(٣) فتح الباري ٥/ ٤٠٨.
(٤) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس الرابع عشر، ورقم ١٣، الدرس الثالث.

<<  <  ج: ص:  >  >>