للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من هؤلاء جميعا: الأنبياء عليهم الصلاة والسلام (١).

فعلى الداعية أن يستخدم أسلوب الترغيب في دعوته؛ فإن ذلك يؤثر في نفس المدعو، ويرغبه في الخير (٢).

ثانيا: أهمية خلوة الداعية عند ظهور الفتن المضلة: دل الحديث على أن أفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله، ويليه في الفضيلة مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره؛ لأن الذي يخالط الناس-في الغالب- لا يسلم من ارتكاب الآثام (٣).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " وفي الحديث فضل الانفراد لما فيه من السلامة من الغيبة واللغو ونحو ذلك. . . " (٤).

وسمعت العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله، يذكر على قوله صلى الله عليه وسلم: «مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره» قال: " هذا عند أهل العلم محمول على وقت الفتن ووقت الحروب، أما مع الأمن فالمؤمن مع المؤمنين أفضل، مع التعاون على البر والتقوى والحذر من الفتن " (٥).

قال الإمام النووي رحمه الله: " وأجاب الجمهور عن هذا الحديث بأنه محمول على الاعتزال في زمن الفتن، والحروب، أو هو فيمن لا يسلم الناس منه، ولا يصبر عليهم، أو نحو ذلك من الخصوص، وكانت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وجماهير الصحابة والتابعين، والعلماء، والزهاد مختلطين فيحصِّلون منافع الاختلاط: كشهود الجمعة، والجماعة، والجنائز، وعيادة المرضى، وحلق الذكر، وغير ذلك. . . " (٦).


(١) انظر: إكمال إكمال المعلم للأبي، ٦/ ٦١٩.
(٢) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس الرابع عشر، ورقم ١٨، الدرس الخامس.
(٣) انظر: فتح الباري لابن حجر، ٦/ ٦، ٧.
(٤) المرجع السابق ٦/ ٧، وانظر: شرح الكرماني على صحيح البخاري، ١٢/ ٩٦.
(٥) سمعته من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم ٢٧٨٦، من صحيح البخاري، في الجامع الكبير بالرياض " جامع الإمام تركي بن عبد الله ".
(٦) شرح النووي على صحيح مسلم ١٣/ ٣٨، وانظر: كتاب الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين لمحمد بن محمد بن علي الطائي، ص ١٧٥، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي ٣/ ٧٢٢، وإكمال إكمال المعلم للأبي ٦/ ٦٢٠ - ٦٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>