للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - النشاط: ظهر في الحديث أن النشاط صفة من صفات الداعية؛ ولهذا بين العلامة القسطلاني - رحمه الله - في شرحه لقوله: " إنك رجل شاب " قال في ذلك: " إشارة إلى نشاطه وقوته فيما يطلب منه، وبعده عن النسيان، وحدة نظره، وضبطه وإتقانه " (١).

وهذا يوضح للداعية أهمية النشاط وعدم الكسل، وأن يستعين بالله - تعالى -ولا يعجز ولا يكسل (٢).

٣ - الأمانة: يظهر في الحديث أن الأمانة صفة من صفات الداعية؛ قال العلامة العيني - رحمه الله - على قوله: " ولا نتهمك وكنت تكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ": " وكتابة الوحي تدل على أمانته الغاية، وكيف وكان من فضلاء الصحابة ومن أصحاب الفتوى " (٣). وقال العلامة القسطلاني - رحمه الله: " ولا نتهمك ": " بكذب ولا نسيان، والذي لا يتهم تركن النفس إليه " (٤).

وهذا يبين أن الأمانة صفة لابد منها للداعية إلى الله - سبحانه وتعالى - قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: ٢٧] (٥).

٤ - الخبرة: دل الحديث على أن الخبرة والممارسة صفة من صفات الداعية؛ ولهذا قال أبو بكر - رضي الله عنه - لزيد بن ثابت - رضي الله عنه: " وكنت تكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - " قال القسطلاني - رحمه الله: " فهو أكثر ممارسة له من غيره " (٦). ولا شك أن الخبرة والتجارب تعين الداعية إلى الله، عز وجل، وبها يعرف أحوال الناس، فيدعو إلى الله على بصيرة.

وهذه الصفات الأربع المتقدمة آنفا من أعظم صفات الدعاة إلى الله عز وجل؛


(١) انظر: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ٧/ ١٦٣، ٧/ ٤٤٧.
(٢) انظر: الحديث رقم ١٤، الدرس الرابع.
(٣) عمدة القاري ١٨/ ٢٨١.
(٤) إرشاد الساري ٧/ ١٦٣، ٤٤٧، وانظر: ٥/ ٤٦.
(٥) سورة الأنفال، الآية: (٢٧).
(٦) إرشاد الساري، ٧/ ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>