للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الله عز وجل {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: ١٨٥] (١) وقال عز وجل: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا - وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: ١٦ - ١٧] (٢). وهذا يبين للداعية أهمية الزهد في الدنيا والرغبة فيما عند الله عز وجل؛ لأنه هو الباقي الذي لا يفنى ولا يموت أهله (٣).

سادسا: من أساليب الدعوة: إنشاد الشعر الممدوح والرجز: لا شك أن إنشاد الشعر المحمود، والرجز الممدوح من أساليب الدعوة إلى الله تعالى؛ ولهذا فعله عليه الصلاة والسلام في حفر الخندق مع أصحابه، وهذا الرجز منسوب إلى عبد الله بن رواحة رضي الله عنه، قال العلامة العيني رحمه الله: " وفيه استعمال الرجز والشعر إذا كانت فيه إقامة النفوس، وإثارة الأنفة ودفع المَعَرَّة " (٤).

وهذا يبيِّن أهمية استخدام هذا الأسلوب عند الحاجة إليه مع الالتزام بالمحمود منه واجتناب المذموم (٥).

سابعا: من وسائل الدعوة: تسلية المدعوين وتنشيطهم: إن من الوسائل التي تنشط المدعو وتزيد في عزيمته ما يستعمله الداعية من الوسائل المباحة أو المشروعة، ومن هذه الوسائل إنشاد الشعر المباح والرجز الممدوح، وقد دل فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في هذين الحديثين على ذلك. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " وفيه أن في إنشاد الشعر تنشيطا في العمل، وبذلك جرت عادتهم في الحرب وأكثر ما يستعملون في ذلك الرجز " فتح (٦) وقال رحمه الله: " الرجز من بحور الشعر على الصحيح وجرت عادة


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٨٥.
(٢) سورة الأعلى، الآيتان: ١٦ - ١٧.
(٣) انظر: الحديث رقم ٢، الدرس الأول، ورقم ١٥، الدرس الأول.
(٤) عمدة القاري ١٤/ ١٣١، وانظر: إرشاد الساري للقسطلاني ٥/ ٦٢.
(٥) انظر: الحديث رقم ٢٧، الدرس الثالث.
(٦) الباري، ٧/ ٣٩٥، وانظر: شرح النووي على صحيح مسلم ١٢/ ٤١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>