للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شوال، وثلاثة أيام من كل شهر، وصيام الأيام البيض، والاثنين والخميس، ويوم عرفة لغير الحاج، وتسعة أيام من عشر ذي الحجة، وصيام يوم عاشوراء مع يومٍ قبله، وحث على صيام شهر الله المحرم، وحث بفعله على صيام أكثر شعبان بل كان يصومه كله، وبين أن أفضل الصيام: صيام يوم وإفطار يوم.

فينبغي للداعية أن يحث أهل الإِسلام على صيام التطوع كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم (١).

ثانيا: من أساليب الدعوة: الترغيب: دل هذا الحديث على الترغيب في الصيام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من صام يوما في سبيل الله بعّد الله وجهه عن النار سبعين خريفا».

قال الإِمام النووي رحمه الله: " فيه فضيلة الصيام في سبيل الله، وهو محمول على من لا يتضرر به، ولا يفوت به حقّا، ولا يختل به قتاله، ولا غيره من مهمات غزْوِه، ومعناه المباعدة عن النار والمعافاة منها " (٢).

فينبغي للداعية أن يرغِّب في صيام التطوع، ويبيِّن فضائله للناس، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب فيه، باستخدامه لأسلوب الترغيب؛ ولهذا بيّن صلى الله عليه وسلم أن من صام يوما واحدا في سبيل الله بعّد الله وجهه عن النار سبعين سنة، وذلك على وجه المبالغة في البعد عن النار (٣).

ثالثا: من صفات الداعية: الإخلاص: ظهر في هذا الحديث أهمية الإِخلاص لله تعالى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من صام يوما في سبيل الله» قال الإِمام القرطبي رحمه الله: " أي في طاعة الله، يعني بذلك:


(١) انظر: صحيح البخاري ١/ ٢٩٨ - ٣٠٧ من حديث رقم ٩٦٨ - ٢٠٠٧، وصحيح مسلم ٢/ ٧٩٢ - ٨٢٢ من حديث رقم ١١٢٥ - ١١٦٤، وشرح العمدة " كتاب الصيام " لشيخ الإِسلام ابن تيمية، ٢/ ٥٤٥، وسبل السلام شرح بلوغ المرام لمحمد بن إسماعيل الصنعاني ٢/ ٦٧٠ - ٦٨٢.
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم ٨/ ٢٨١.
(٣) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي، ٣/ ٢١٧، وإحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد، ٢/ ٣٧، وشرح الطيبي على مشكاة المصابيح، ٥/ ١٦١١، وفتح الباري لابن حجر العسقلاني، ٦/ ٤٨، ومكمل إكمال الإكمال شرح صحيح مسلم، لمحمد بن محمد السنوسي ٤/ ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>