للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليهن قلب مسلم: إخلاص العَمَل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم» (١) والمعنى أن القلب لا يحمل الغل ولا يبقى فيه مع هذه الثلاث، فإنها تنفي الغِلَّ، والغِشَّ، وفساد القلب وسخائمه، فالمخلص لله إخلاصه يمنع غِلَّ قلبه، ويخرجه ويزيله جملة؛ لأنه قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه، فلم يبق فيه موضع للغلِّ والغش (٢).

فينبغي لكل مسلم وخاصة الداعية إلى الله عز وجل أن يخلص عمله لله عز وجل، وأن يسأل الله كثيرا هذه الصفة الحميدة العظيمة؛ ولعظم هذه الصفة قال الفضيل بن عياض رحمه الله: " ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك، والإِخلاص أن يعافيك الله منهما " (٣) فأسأل الله لي ولجميع إخواني المسلمين الإِخلاص في القصد، والقول، والعمل.


(١) أخرجه الترمذي، في كتاب العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، ٥/ ٣٤، برقم ٢٦٥٨، ورواه أحمد في المسند من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه ٥/ ١٨٣ وقال الألباني في مشكاة المصابيح ١/ ٧٨: وسنده صحيح.
(٢) انظر: مفتاح دار السعادة، لابن القيم، ١/ ٢٧٧.
(٣) الأذكار للنووي ص ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>