للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الآخرة من العذاب. فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد.

فالقرآن كله في التوحيد، وحقوقه، وجزائه، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم (١).

وهذا كله يؤكد على الداعية إلى الله عز وجل أن يبين للناس التوحيد وأنواعه، ويحذرهم عن كل ما يضاده من الشرك وأنواعه؛ فإن ذلك من أعظم الواجبات على كل داعية إلى الله سبحانه وتعالى.

الرابع عشر: من صفات الداعية: حب الخير للناس وتبشيرهم به؛ وإدخال السرور عليهم: دل الحديث على أهمية حب المسلم - وخاصة الداعية - الخير للناس وفرحه بذلك؛ لأن معاذ بن جبل رضي الله عنه فرح فرحا شديدا بقوله صلى الله عليه وسلم: «وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا» فقال معاذ: " يا رسول الله، أفلا أبشر الناس؟ "؛ ولهذا بين الإِمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أن في هذا الحديث من الفوائد: استحباب بشارة المسلم بما يسره (٢).

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن حب الخير للمسلم من كمال الإيمان فقال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (٣).

فينبغي للداعية أن يحب الخير للناس ويدخل السرور عليهم بتبشيرهم بما يسرهم؛ فإن ذلك يؤثر في نفوسهم ويكون وسيلة إلى قبول دعوته (٤).

الخامس عشر: من موضوعات الدعوة: التحذير من الاتكال: دل هذا الحديث على أن التحذير من الاتكال من موضوعات الدعوة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: «لا تبشرهم فيتكلوا» وهذا فيه إنذار من


(١) انظر: مدارج السالكين لابن القيم ٣/ ٤٥٠.
(٢) كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب مع شرحه فتح المجيد ١/ ١١٠، ونسخة دار المنار ص ٤٦ بعناية صادق بن سليم.
(٣) متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه: البخاري، كتاب الإيمان، باب عن الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ١/ ١١ برقم ١٣، ومسلم، كتاب الإِيمان، باب الدليل على أنَ من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير، ١/ ٦٧، برقم ٤٥.
(٤) انظر: الحديث رقم ٩، الدرس التاسع.

<<  <  ج: ص:  >  >>