للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم والآخر يحترف فشكى المحترف أَخَاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لعلك ترزق بِه» (١).

٣ - دعاء المستضعفين المنفق عليهم؛ فإنهم يدعون الله عز وجل في كل أحوالهم لمن قام بمساعدتهم وأعانهم على فقرهم وضعفهم.

فينبغي أن يعلم الدعاة أن إعانة الضعفاء والعطف عليهم، والإِحسان إليهم، بالقول والفعل من أسباب النصر والرزق والتوفيق.

ثالثا: من صفات الداعية: التواضع: دل الحديث على التواضع؛ لأن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بسبب شجاعته، ونحو ذلك من جهة الغنى وكثرة المال، فقال صلى الله عليه وسلم: «هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟» وهذا فيه حث على التواضع ونفي الكبر والفخر، وترك احتقار المسلم في كل حالة (٢).

فينبغي للمسلم التواضع وعدم الترفع على إخوانه المسلمين (٣).

رابعا: من أساليب الدعوة: الترغيب: ظهر أسلوب الترغيب في هذا الحديث؛ من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟» وهذا فيه ترغيب في الإِحسان إلى هؤلاء وعدم احتقارهم، وهذا ليس فيه ما يعارض الأحاديث الأخرى التي مدح فيها الأقوياء، وأن المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وإنما المراد أن ذلك من أعظم أسباب الرزق والنصر، وقد يكون لذلك أسباب أخرى؛ فإن الكفار والفجار قد يرزقون وينصرون استدراجا، وقد يخذل المؤمنون؛ ليتوبوا


(١) الترمذي، كتاب الزهد، باب في التوكل، ٤/ ٤٧٤، برقم ٢٣٤٥، وقال: " هذا حديث حسن صحيح "، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ٢/ ٢٧٤.
(٢) انظر: فتح الباري لابن حجر، ٦/ ٨٩، وعمدة القاري للعيني، ١٤/ ١٧٩.
(٣) انظر: الحديث رقم ٦٢، الدرس الثالث.

<<  <  ج: ص:  >  >>