للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فينبغي للداعية أن يبين للمدعوين أعلام النبوة عند الحاجة لتثبيت المدعوين أو زيادة إيمانهم؛ ولإِظهار صدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحاب الريب والشك أو التكذيب (١).

خامسا: من صفات الداعية؛ الأخذ بالظاهر والله يتولَّى السرائر: دل الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بظواهر الناس ويكل سرائرهم إلى الله عز وجل، ففي هذا الحديث لم يعاقب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل على ما ظهر له من عدم صدقه وإخلاصه بإخبار الله له عن طريق الوحي.

وهكذا ينبغي للداعية إلى الله عز وجل أن يأخذ بالظاهر ويكل سرائر الناس إلى خالقهم العالم بما في نفوسهم (٢).

سادسا: من أساليب الدعوة: الترغيب والترهيب: دل هذا الحديث على أسلوب الترغيب؛ لأن فيه الترغيب في طلب حسن الخاتمة بالأعمال الصالحة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة»، أما الترهيب؛ فلقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار» ولا شك أن ذلك أوجد الخوف في قلوب الصحابة حتى قال بعضهم: «وأيّنا من أهل الجنة إذا كان هذا من أهل النار» وهذا الترهيب يثمر محاسبة العبد نفسه، والنظر والتأمل في صدقه مع الله وحسن نيته أو خبثها، ثم يلتزم بما يحبه الله ويرضاه، ويسأله سبحانه العفو والعافية في الدنيا والآخرة. أسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة: لي ولأهل بيتي ومشايخي وجميع المسلمين (٣).

سابعا: من موضوعات الدعوة: الحث على النية الصالحة: ظهر في هذا الحديث أن الرجل الذي قتل نفسه لم تكن نيته صالحة، فهو


(١) انظر: الحديث رقم ٢١، الدرس الرابع.
(٢) انظر: الحديث رقم ٩، الدرس السادس.
(٣) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس الثالث عشر، ورقم ١٢، الدرس الثالث.

<<  <  ج: ص:  >  >>