للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخاتمة؛ لأن هذا العلم يحث على العمل، والاستقامة على طاعة الله عز وجل، رغبة فيما عنده عز وجل من الثواب؛ قال الله عز وجل: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [القصص: ٦٠] (١). فينبغي للمسلم أن يعلم أن مستقر أرواح المؤمنين في الحياة البرزخية في الجنة، فعن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن الشافعي، عن مالك، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعه الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه» (٢) أما أرواح الشهداء فهي أعظم من ذلك، فقد ثبت في الصحيح أن: «أرواحهم في جوف طير خضرٍ، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل». . " (٣).

فينبغي للداعية أن يبين للناس هذه الأمور حتى يحذِّرهم ويرغِّبهم، ويدلّهم على طرق حسن الخاتمة. أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحسن لنا جميعا الخاتمة وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.

تاسعا: عِظَم يقين الصحابة رضي الله عنهم بما يخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم: دل حديث سهل بن سعد رضي الله عنه على عظم يقين الصحابة رضي الله عنهم بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يخبر به؛ ولهذا عندما سمع الصحابة رضي الله عنهم قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل: «إنه من أهل النار " قال رجل منهم أنا صاحبه، فخرج معه كلما وقف وقف معه؛ لعلمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا حقّا وصدقا؛ وقد جاء في الرواية الأخرى أن هذا الصحابي رضي الله عنه عندما رأى أن الرجل قتل نفسه جاء


(١) سورة القصص، الآية: ٦٠.
(٢) أخرجه أحمد في المسند، ٣/ ٤٥٥، والنسائي في كتاب الجنائز، باب أرواح المؤمنين، ٤/ ١٠٨، برقم ٢٠٧٣، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر القبر والبلى، ٢/ ١٤٢٨، برقم ٤٢٧١، وموطأ الإمام مالك، كتاب الجنائز، باب جامع الجنائز، ١/ ٢٤٠، برقم ٤٩. وصححه الألباني في سلسَلة الأحاديث الصحيحة ٢/ ٧٣٠ برقم ٩٩٥، وفي صحيح سنن النسائي ٢/ ٤٤٥.
(٣) صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب ببان أن أرواح الشهداء في الجنة وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، ٣/ ١٥٠٢، برقم ١٨٨٧، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>