للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحفظه له، ويمنع نفسه، فيكون معصوم الدم والمال، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها»، وليس للمسلمين إلا الظاهر؛ قال الإمام القرطبي رحمه الله: " وحسابهم على الله. أي حساب سرائرهم على الله؛ لأنه تعالى هو المطلع عليها، فمن أخلص في إيمانه وأعماله جازاه الله عليها جزاء المخلصين، ومن لم يخلص في ذلك كان من المنافقين يحكم له في الدنيا بأحكام المسلمين وهو عند الله من أسوأ الكافرين " (١).

فينبغي أن يعامل من أظهر العمل بالشهادتين بالظاهر والله يتولى السرائر (٢).

ثالثا: النطق بالشهادتين والعمل بهما: أمان للمدعو المخلص ظاهرا وباطنا: دل الحديث على أن من نطق بالشهادتين، وعمل بهما وبما دلتا عليه؛ فإنهما أمان له ظاهرا؛ لأنه معصوم الدم والمال، وباطنا؛ لأنه أخلص لله رب العالمين وصدق فيما قال، فحصل له اليقين في الدنيا والثواب العاجل والآجل على إخلاصه وصدقه مع ربه الكريم سبحانه وتعالى (٣).

رابعا: من أساليب الدعوة: الترغيب: دل الحديث على أسلوب الترغيب؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أن من نطق بالشهادتين فقد عصم ماله ودمه، وحسابه على ربه عز وجل، ولا شك أن من قالها صدقا من قلبه فقد حصل على الثواب العظيم في الآخرة، مع ما يحصل له في الدنيا من عصمة المال والدم.

فينبغي أن يستخدم أسلوب الترغيب في الدعوة إلى الله عز وجل (٤).


(١) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ١/ ١٨٩، وانظر: شرح النووي على صحيح مسلم ١/ ٣٦١، وبهجة النفوس لعبد الله بن أبي جمرة الأندلسي، ٣/ ١٣٣.
(٢) انظر: الحديث رقم ٩، الدرس السادس، ورقم ٧٣، الدرس الخامس.
(٣) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ١/ ٨٨، وبهجة النفوس لابن أبي جمرة، ٣/ ١٣٣، وفتح الباري لابن حجر، ١/ ٧٧.
(٤) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس الرابع عشر، ورقم ٨، الدرس الرابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>