للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ". (١).

فينبغي للداعية أن يبين للناس ذلك بيانا واضحا، ويحثهم على هجر المعاصي والسيئات أيضا؛ لأن هجر المعاصي من أكمل الهجرة إلى الله عز وجل، وخاصة في هذه الأزمان التي قد كثرت فيها الذنوب والموبقات؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» (٢) وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أكمل الناس في الهجرة، والجهاد، والإِيمان والإِسلام فقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: «ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب» (٣).

ثامنا: من صفات الداعية: الحرص على التثبت في طلب الحديث: دل هذان الحديثان على حرص السلف الصالح على التثبت في نقل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا روى أبو عثمان النهدي هذا الحديث عن مجاشع بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لقي أبو عثمان النهدي أبا معبد أخا مجاشع فسأله عن هذا الحديث؛ لأنه حضر مع أخيه عند النبي صلى الله عليه وسلم. فقال أبو معبد: " صدق مجاشع " وهذا من حرص أبي عثمان على التأكد والتثبت وزيادة اليقين؛ فينبغي للداعية أن يتثبت في نقل الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (٤).

تاسعا: من صفات الداعية: الصدق: إن الصدق في القول والفعل، والنية من صفات الداعية المخلص؛ ولهذا


(١) سمعته من سماحته أثناء شرحه للأحاديث رقم ٤٣٠٥ - ٤٣١٢ من صحيح البخاري، في يوم الخميس الموافق ١٤/ ٧ / ١٤١٦ هـ بالجامع الكبير بالرياض.
(٢) متفق عليه؛ من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، البخاري واللفظ له، كتاب الإِيمان، باب: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ١/ ١٠، برقم ١٠، ومسلم، كتاب الإِيمان، باب تفاضل الإِسلام وأي أموره أفضل، ١/ ٦٥، برقم ٤٠.
(٣) أحمد في المسند ٦/ ٢١ من حديث فضالة بن عبيد الله رضي الله عنه. قال العلامة الألباني في إسناد الإِمام أحمد " وهذا إسناد صحيح " رجاله كلهم ثقات. انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة له، ٢/ ٨١، برقم ٥٤٩.
(٤) انظر: الحديث رقم ٢١، الدرس العاشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>