كتاب فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

باب حمل الزاد في الغزو - حديث أسماء صنعت سفرة رسول الله في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر - ج: 1 - ص: 613

الصوت بالقول القبيح " (١) فينبغي للمدعو أن يلتزم الأدب مع الدعاة والعلماء، حتى يحصل على الثواب من الله عز وجل، ويستفيد من علمهم، والله المستعان (٢).

سابعا: جهود نساء الصحابة رضي الله عنهن في الجهاد والدعوة: إن الناظر والمتأمل في حياة الصحابيات رضي الله عنهن يجد أنهن يبذلن الجهود العظيمة في الجهاد والدعوة، وخدمة المجاهدين، ومن ذلك ما فعلته أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها من تجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعداد ما يحتاجه في سفره، وفي هجرته إلى المدينة، وهكذا الصحابيات غيرها اللواتي شاركن في الجهاد بخدمة المجاهدين، وعلاج المرضى والجرحى مع التزامهن بأمور الشرع وآدابه. رضي الله عنهن. (٣).

ثامنا: من تاريخ الدعوة: ذكر الهجرة: ظهر في هذا الحديث أن من تاريخ الدعوة ذكر الهجرة؛ لقول أسماء رضي الله عنها في هذا الحديث: " صنعت سفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة "، وقد كانت تلك الهجرة بعد البعثة بثلاث عشرة سنة أمضاها النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى كلمة الإِخلاص، والترغيب والترهيب، ثم هاجر إلى المدينة صلى الله عليه وسلم (٤).

---

(١) فتح الباري لابن حجر، ٩/ ٥٣٣.
(٢) انظر: الحديث رقم ١٤، الدرس الثالث، ورقم ٢١، الدرس الأول.
(٣) انظر: الحديث رقم ٦٣، الدرس السادس، ورقم ٦٤، الدرس الرابع، ورقم ٦٥، الدرس الأول.
(٤) انظر: زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن القيم، ٣/ ٥٣.