للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووالديهم، والناس أجمعين؛ ولهذا قال عبد الله بن قيس للنبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عندما ناداه: " لبيك رسول الله " وقال للنبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ". . . يا رسول الله فداك أبي وأمي ".

فينبغي الاقتداء بالصحابة رَضِيَ اللَّه عَنْهم في حب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم. (١).

رابعا: من أساليب الدعوة: السؤال والجواب: لا ريب أن السؤال والجواب من أساليب الدعوة إلى الله عز وجل؛ وقد سأل النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عبد الله بن قيس في هذا الحديث ثم أجابه، فقال: «يا عبد الله بن قيس» فقال عبد الله رَضِيَ اللَّه عَنْه: لبيك رسولَ الله. فقال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: «ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة»؟ " فقال عبد الله رَضِيَ اللَّه عَنْه: بلى يا رسول الله فداك أبي وأمي. فقال صلى الله عليه وسلم: «لا حول ولا قوة إلا بالله» وهذا يدل على أهمية سؤال الداعية للمدعو؛ ليشد انتباهه ويلقي سمعه، ثم يجيبه على السؤال.

فينبغي العناية بالسؤال والجواب عند الحاجة إليه (٢).

خامسا: من معجزات الرسول صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم إخباره بالأمور الغيبية: ظهر في هذا الحديث أن عبد الله بن قيس رَضِيَ اللَّه عَنْه بين أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أتى عليه وهو يقول في نفسه: " لا حول ولا قوة إلا بالله " فقال: «يا عبد الله بن قيس: " قل: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها كنز من كنوز الجنة» وظاهره يدل على أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أطلعه الله على ما أخفاه عبد الله من الذكر وكشفه له فأخبره صلى الله عليه وسلم بفضل هذا الذكر (٣) والله أعلم (٤).

سادسا: من صفات الداعية: الحرص على زيادة الخير للمدعو: إن من صفات الداعية الحرص على زيادة الخير للمدعو؛ ولهذا عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يرفعون أصواتهم بالتكبير، زادهم صلى الله عليه وسلم علما وخيرا، وهو إخبارهم بأن الله يسمع ذكرهم، وهو معهم وقريب منهم، وهذا يفيد الداعي


(١) انظر: الحديث رقم ٦٢، الدرس الثامن، وحديث رقم ٦٣، الدرس الثامن.
(٢) انظر: الحديث رقم ٥٨، الدرس الرابع.
(٣) انظر: مرقاة المفاتيح للملا علي القاري ٥/ ١٣٢.
(٤) انظر: الحديث رقم ٢١، الدرس الرابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>