للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفة العجب لله عَزَّ وجَلَّ على ما يليق بجلاله وعظمته، ولا يشبه في ذلك شيئًا من خلقه (١) لأن صفاته لا تشبه الصفات، كما أن ذاته لا تشبه الذوا (٢).

ثانيًا: من أساليب الدعوة: الترغيب: دل هذا الحديث على أسلوب الترغيب؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يدخلون الجنة في السلاسل» ولقوله عَزَّ وجَلَّ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: ١١٠]

* وهذا يبين أهمية الترغيب في الدعوة إلى الله سبحانه وتعال (٣).

ثالثًا: من وظائف الداعية: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إن من أهم وظائف الداعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ولهذا ورد في أثناء هذا الحديث قول الله عَزَّ وجَلَّ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: ١١٠]

* ولا ريب أن الأمر بالمعروف إذا ظهر تركه والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله على حسب الحاجة، والحال، والقدرة، على كل مسلم بحسبه (٤)؛ لقوله سبحانه وتعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: ١٠٤] (٥).

ومدح الله أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: ١١٠] (٦).

وقال عَزَّ وجَلَّ: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: ٧١] (٧).

وقد أوضح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ درجات إنكار المنكر فقال: «من رأى منكم منكرًا


(١) انظر: كتاب الصفدية لشيخ الإسلام ابن تيمية، ص ٥.
(٢) انظر: الحديث رقم ٣٩، الدرس الأول، ورقم ١١٠، الدرس الثاني.
(٣) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس الرابع عشر، ورقم ٨، الدرس الرابع.
(٤) انظر: الحسبة في الإسلام، لشيخ الإسلام ابن تيمية، ص ٤٠ - ٤٢، ٤٦، وهذه الرسالة ضمن فتاواه ٢٨/ ٦٠ - ١٢٠، وفصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الفتاوى أيضًا، ٢/ ١٢١ - ١٧٩.
(٥) سورة آل عمران، الآية: ١٠٤.
(٦) سورة آل عمران، الآية: ١١٠.
(٧) سورة التوبة، الآية: ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>