للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:

١ - من صفات الداعية: الرحمة.

٢ - من صفات الداعية: الفهم والفقه.

والحديث عن هذين الدرسين والفائدتين الدعويتين على النحو الآتي:

أولا: من صفات الداعية: الرحمة: لا شك أنه ينبغي للداعية إلى الله تعالى أن يعطف على المدعوين ويرحمهم، وهذه صفة عظيمة من صفات الدعاة إلى الله تعالى؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا يرحم الله من لا يرحم الناس» (١) وقال صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» (٢) وقال: «لا تنزع الرحمة إلا من شقي» (٣) ". . . «إن أبعد الناس من الله القلب القاسي» (٤).

وتظهر الرحمة في هذا الحديث أن ابن عباس رضي الله عنهما رغب أن يغض الناس من الوصية بالثلث إلى الربع رحمة بورثتهم ورغبة في الإِحسان إليهم حتى لا يتكففون الناس؛ ولأن الصدقة عليهم أفضل من غيرهم؛ لأنهم أولى بها من غيرهم.

ثانيا: من صفات الداعية: الفهم والفقه: الفقه لغة: العلم بالشيء والفهم له، والفطنة، وغلب على علم الدين لسيادته وشرفه، وفضله على سائر أنواع العلم (٥)؛ ولهذا في دعا صلى الله عليه وسلم لابن عباس


(١) متفق عليه: البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى قلِ ادْعوا اللَّهَ أَوِ ادْعوا الرَّحْمَنَ أَيّا مَا تَدْعوا فَلَه الْأَسْمَاء الْحسْنَى [الإسراء: ١١٠]، ٨/ ٢٠٨، برقم ٧٣٧٦، ومسلم، كتاب الفضائل، باب رحمة الصبيان والعيال ٤/ ١٨٠٩، برقم ٢٣١٩.
(٢) أبو داود، كتاب الأدب، باب في الرحمة ٤/ ٢٨٥، برقم ٤٩٤١، والترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في رحمة المسلمين ٤/ ٣٢٤، برقم ١٩٢٤، وصححه الألباني في صحيح الترمذي ٢/ ١٨٠.
(٣) أبو داود، كتاب الأدب، باب في الرحمة ٤/ ٢٨٦، برقم ٤٩٤٢، والترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في رحمة المسلمين ٤/ ٣٢٣، برقم ١٩٢٣، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ٢/ ١٨٠.
(٤) الترمذي، كتاب الزهد، باب ٦١، ٤/ ٦٠٧، برقم ٢٤١١، وحسنه عبد القادر الأرنؤوط في تحقيقه للأذكار للنووي ص ٢٨٥.
(٥) انظر: لسان العرب، لابن منظور، ١٣/ ٥٢٢، مادة " فقه "، والقاموس المحيط، للفيروزآبادي، ص ١٦١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>