للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله عنهما بالفقه فقال: «اللهم فقهه في الدين» (١) والمعنى اللهم فَهِّمْه الدين؛ والفقه: الفهم كما قال تعالى: {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} [التوبة: ١٢٢] (٢) أي ليكونوا علماء به. وهذه الصفة العظيمة مهمة للداعية، وقد رزق الله ابن عباس الفقه في الدين استجابة لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومما يدل على فقهه ما قاله في هذا الحديث: " لو غض الناس إلى الربع "؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الثلث والثلث كثير» قال ابن دقيق العيد رحمه الله في قول ابن عباس رضي الله عنهما: " لو غض الناس إلى الربع ": قد استنبطه ابن عباس من لفظ " كثير " (٣) وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله " وكأن ابن عباس رضي الله عنهما أخذ ذلك من وصفه صلى الله عليه وسلم: الثلث بالكثرة " (٤).

وهذا يدل على فقه ابن عباس رضي الله عنهما، ولا غرابة فهو حبر الأمة، ويدل على أهمية الفقه للداعية إلى الله تعالى، فعلى الداعية أن يسأل الله عز وجل الفقه في الدين، وأن يتحصن بالعلم الشرعي: علم الكتاب والسنة.

* * * *


(١) متفق عليه: البخاري، كتاب الوضوء، باب وضع الماء عند الخلاء ١/ ٥١، برقم ١٤٣، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل ابن عباس رضي الله عنهما ٤/ ١٩٢٧، برقم (٢٤٧٧).
(٢) سورة التوبة، الآية: ١٢٢.
(٣) إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد ٢/ ١٦٤.
(٤) فتح الباري ٥/ ٣٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>