للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَعْدٍ فَأَتَى عَلَى حِمَارٍ فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَسْجدِ قَالَ لِلأنصَارِ: " قُومُوا إِلى سَيِّدِكُم أَوْ خَيْرِكُمْ - فَقَالَ: هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ " فَقَالَ: تُقْتَلُ مُقَاتِلَتُهُمْ وَتُسْبَى ذَرَاريهمْ قَالَ: " قَضَيْتَ بِحُكْم الله "، وَرُبَّمَا قَالَ: " بِحُكْم المَلِكِ» (١).

* شرح غريب الحديث: * - " وتُسْبَى ذرَارِيهم " السَّبْي، والسَّبيَّة، والسَّبايا: النهبُ وأخذ الناس عبيدا وإماءً، والسَّبيَّة: المرأة المنهوبة، وجمعها: سبايا، والذرية: النساء والصبيانَ (٢).

* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:

١ - أهمية حكم العالم برضى الخصمين.

٢ - من وسائل الدعوة: القيام للمقابلة بالسلام والمصافحة والتهنئة.

٣ - من صفات الداعية: التواضع.

٤ - من صفات الداعية: وضع كل شيء في موضعه.

٥ - من صفات الداعية: الحرص على الدقة في نقل الحديث.

٦ - من أصناف المدعوين: اليهود.

والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:

أولا: أهمية حكم العالم برضى الخصمين: لا شك أن حكم العالم برضى الخصمين له أهمية بالغة؛ لما يفصل وينهي من المنازعات، والأصل في ذلك قصة سعد بن معاذ مع بني قريظة حينما نزلوا على حكمه فأرسل إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وعندما وصل قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - له: " إن هؤلاء نزلوا على حكمك " فقال رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فإنِّي أحكم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى الذرية. فقال النبي


(١) الطرف رقم ٤١٢١.
(٢) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب السين مع الباء، مادة: "سبا" ٢/ ٣٤٠، وشرح الكرماني على صحيح البخاري، ١٣/ ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>