للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثا: من صفات الداعية: الحرص على تعليم الناس الخير: دل هذا الحديث على أن من صفات الداعية الحرص على تعليم الناس الخير وتحذيرهم مما يضرهم؛ ولهذا حرص النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - حرصا عظيما على تعليم أمته الصفات التي يعرف بها الدجال؛ ليحذر أمته. وهذا يؤكد أن من أهم صفات الداعية الحرص على تعليم الناس ما ينفعهم وتحذيرهم مما يضرهم (١).

رابعا: من موضوعات الدعوة: التحذير من فتنة الدجال وبيان صفاته للحذر منه: إن من موضوعات الدعوة التي ينبغي للداعية أن يعتني بها: التحذير من فتنة الدجال؛ ولهذا حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث عن الدجال فقال: «إني أنذركموه وما من نبي إلا قد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، والنبيون من بعده»، قال الإمام النووي رحمه الله: " هذا الإِنذار؛ لِعِظَمِ فتنته وشدة أمرها " (٢)؛ ولعظم فتنة الدجال وخطرها على المسلمين بَيَّن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - صفاته كاملةً؛ لِيَحْذَرَ منه المؤمنون، ومن هذه الصفات على وجه الإِجمال اقتباسا من أحاديث النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ما يأتي: هو شاب جعد الشعر، أعور العين اليمنى حقيقة، وعينه اليسرى معيبة (٣) ويخرج من خلة بين الشام والعراق من المشرق: من خراسان، ويمكث في الأرض أربعين يوما: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع، وسائر أيامه كالأيام المعروفة، وتُصَلَّى الصلوات على تقدير الأيام العادية في كل أربعٍ وعشرين ساعة خمس صلوات، وسرعته في الأرض كالغيث استدبرته الريح، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر والأرض أن تنبت فتنبت، ومن أجابه إلى أنه الرب - تعالى الله عن قوله - أو أنه نبي كان في رغد من العيش وسعة، ومن عصاه ولم يجبه ذهبت أمواله معه وأصبح فقيرا، ويضرب شابَا مسلما بالسيف فيكون


(١) انظر: الحديث رقم ١، الدرس الأول.
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم، ٨/ ٢٧١، وانظر: فتح الباري لابن حجر، ١٣/ ٩٦.
(٣) انظر: كتاب الإِيمان من إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم، للقاضي عياض، ٢/ ٧٢٥، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي، ٧/ ٢٧٤، وشرح النووي على صحيح مسلم، ٢/ ٥٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>