للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قطعتين ثم يقف بين القطعتين ويناديه فيحْيى، ويدخل جميع البلدان والقرى إلا مكة والمدينة فإنه لا يدخلهما لحراسة الملائكة لهما، ولكن ترجف المدينة ثلاث رجفات، فيخرج الله كل كافر ومنافق فيصيبه الدجال، ومعه نار وماء، فماؤه نار وناره ماءٌ، فمن رأى ذلك فليلق بنفسه في النار ويبتعد عن الماء، ومعه جنة ونار فناره جنة وجنته نار، ومكتوب بين عينيه كافر [ك ف ر] يقرؤه كل مسلم قارئ وغير قارئ، وهو قصير متباعد ما بين الفخذين والرِّجل، ويتبعه سبعون ألفا من يهود أصبهان، وما خلق الله فتنة منذ أوجد السموات والأرض أعظم من فتنة الدجال؛ ولهذا حذره النبيون أممهم، ومن أعظم ما ينجي من الدجال قراءة عشر آيات من أول سورة الكهف والاستعاذة بالله من فتنته دبر كل صلاة، وفي آخر الأمر ينزل عيسى ابن مريم - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فيقتل الدجال (١) نعوذ بالله من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وهذه الصفات التي ذكرها النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - عن الدجال تؤكد أهمية التحذير من فتنته، وتوضيح أمره للناس، حتى يسلم من فتنته من أدركه، أسأل الله العافية في الدنيا والآخرة لي ولجميع المسلمين.

خامسا: من موضوعات الدعوة: بيان صفات الكمال لله - عز وجل -: إن من الموضوعات المهمة بيان صفات الكمال لله - عز وجل -، ولهذا قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - في هذا الحديث: «إن ربكم ليس بأعور» والله - عز وجل - لا يشبهه شيء من خلقه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١] (٢).

فينبغي للداعية أن يبيَن للناس منهج أهل السنة والجماعة في إثبات الأسماء الحسنى، والصفات العُلَى، ونفي النقائص والعيوب عن الله - عز وجل (٣).


(١) انظر: الأدلة على ما سبق، صحيح البخاري، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال، ٨/ ١٣٠ - ١٣٢ من الحديث رقم ٧١٢٢ - ٧١٣٦، وصحيح مسلم، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال وصفته وما معه، ٤/ ٢٢٤٧، من الحديث رقم ٢٩٣٢ - ٢٩٤٧، وقد جمع ابن الأثير في جامع الأصول اثنين وثلاثين حديثا، ١٠/ ٣٣٢ - ٣٧٥ من حديث رقم ٧٨٣٨ - ٧٨٦٩.
(٢) سورة الشورى، الآية: ١١.
(٣) انظر: الحديث رقم ٣٩، الدرس الأول، ورقم ١١٠، الدرس الثاني، ورقم ١١٧، الدرس الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>